تنمية الموارد البشرية

الجمعة، 18 أكتوبر 2013

اجراءات الادراه الناجحه

اجراءات الادراه الناجحه



ترجيح الأهم على المهم  
ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة (ترجيح الأهم على المهم) فإنه في كثير من الأحيان تتعارض المصالح، فأيتها تقدم؟ أو تتعارض المفاسد فأيتها لا بد منها اضطرارا؟
فعلى الإنسان، أن يقدم الأكثر صلاحا، أو الأقل فسادا، وإلا فاته الأصلح ، أو وقع في الأفسد، وكلاهما يوجب ضعف الإدارة.
مثلا هناك عامل نشيط يفيد المعمل نشاطه، لكنه غير نزيه فعلى المدير، أن يرى أيهما أرجح: هل بقاء العامل في المعمل لنشاطه؟ أو إقالته لعدم نزاهته؟ معتمدا في ذلك المقارنة والفكر والعقل فقد يكون عدم نزاهته يوجب وصمة المعمل أو عدوى إلى سائر العمال، أو نقصا كبيرا في الربح- لأنه خائن- وهنا يقدم المدير فصله على بقائه، وقد يكون عدم نزاهته لا يضر إلا نفسه، وهنا يرجح بقاءه. وأمثال هذه الأمور تترائى للمدير، في كل خطوة، فإن لم يعمل بالحزم، في اختيار الأصلح ضعفت إدارته، بل ربما آل إلى الانهيار.   
التركيز على المهم من الأمور الإدارية  
ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة ( تنفيذ المدير رأيه في كبار الأمور وإيكال صغارها إلى مرؤوسيه): فإن في كل إدارة أمور مهمة كبار، وأمور غير مهمة صغار، مثلا: بالنسبة إلى مرجع التقليد، من كبار الأمور: تعيين الوكيل في قطر من الأقطار، ومن صغار الأمور إعطاء فقير مستعطي دينار أو دينارين .
فمن حسن الإدارة، أن يتكل المرجع إلى نظر نفسه في تعيين الوكيل وإيكال الكمية المعطاة إلى ذلك الفقير المستعطي إلى نظر وكيله- الواثق منه طبعا.
وذلك، لأن المدير لو استبد بكل الأمور، كان جرحا لأنظار مرؤوسيه، مما يسبب برودهم، وكسلهم، فيتفرد المدير بالإدارة، ولو أوكل كبار الأمور إليهم، كان ضياعا وخبالا، فمن حسن الإدارة توزيع الأمور بهذا النحو.
والمطالع في سيرة رسول الإسلام ( صلى الله عليه وآله وسلم) يشاهد هذا الأمر بكل وضوح، فإنه كان ينفذ رأيه الحكيم في الأمور الكبار أما الأمور الصغار التي يصح كل وجه منها، فكان يكلها إلى أنظار أصحابه، و لذا لم يقبل شفاعة أبي سفيان في قصة تجديد المعاهدة، بينما قبل الشفاعة في أبي سفيان من عمه العباس، في قصة فتح مكة إلى غيرها من القصص والأمثال الكثيرة.
ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة ( تنظيم الأمور وتوزيعها) فقد قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): ( الله الله في نظم أمركم) فإن المرؤوسين إذا عرفوا تكليفهم، فإن قاموا به جوزوا بالجزاء والثناء، وإن لم يقوموا به، جوزوا، بعد أن عرفوا كونهم مسيئين.
أما بدون التنظيم، والتوزيع، فالأمور تبقى مجمدة، والغايات تبقى بعيدة وذلك من أفظع أنواع الفشل في الإدارة.
والتنظيم والتوزيع للأعمال، وإن كان يلاقي المنظم لها صعوبة وصدا في ابتداء الأمر، لكن النتائج الطيبة التي يجنيها الإنسان من هذا الأمر فوق ما يتصور، أرأيت البناء: كيف يوزع الأعمال على عماله؟ وأرأيت مدير المدرسة كيف يوزع حصص الدرس على المعلمين؟ وأرأيت صاحب المطعم كيف ينظم عماله ويوزع عليهم القيام بالمهام؟ إن هذا عام لكل إدارة ولكل مدير، وأنجح المديرين من يفعل ذلك بكل دقة و إتقان.
وبعد التوزيع والتنظيم.. يحتاج المدير إلى مراقبة مستمرة للعمال، ليقوم كل بقسطه من العمل، وإلا فإصدار الأوامر، وتخطيط الخرائط، لا تغني فتيلا.  
التخطيط الإداري  
ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة ( التخطيط) فإنه كما يحتاج المعمار إلى تخطيط البناء قبل الشروع في العمل، وكما يحتاج صاحب المعمل إلى تخطيط المعمل قبل نصب المكائن وتركيب الأجهزة والآلات، كذلك يحتاج من أنيط به أمر، لإدارته إلى تخطيط عمله قبل الشروع فيه، فإن فعل ذلك وفر على نفسه أتعابا كثيرة وجاء المعمل منظما جميلا.
وإلا تعب كثيرا، وجاءت النتيجة مشوهة أو غير جميلة- على الأقل ـ .
ومن المعلوم أن تخطيط كل شيء بحسبه، فتخطيط إدارة الحكم له شكل وتخطيط إدارة المدرسة له شكل، وتخطيط إدارة الأمور الدينية له شكل وتخطيط الحرب له شكل وهكذا.  
عدم إظهار الضعف أو القوة  
ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة ( عدم إظهار الضعف، ولا القوة) وهذا باب طويل نكتفي منه بمثالين: مثلا، رئيس الحكومة بالنسبة إلى قواه العسكرية.
إن أظهر الضعف كان خليقا بانقضاض الأصدقاء، وتجري الأعداء، وإن أظهر القوة، كان خليقا بإثارة الأصدقاء حسدا، و تحفيز الأعداء إلى الاستعداد أكثر فأكثر.
ثم إن وقعت محاربة، فمظهر القوة.. إن انتصر لم يكن لانتصاره حلاوة، لأنه كان منتظرا منه، وإن فشل، كان مثار سباب وتحقير: يقولون له لم أظهرت كذبا، وخدعت الناس؟ ومظهر الضعف، إن انتصر كان في الأنظار كالكاذب، وإن فشل أخذ بأنه لم حارب مع علمه بضعفه؟ ولم لم يهيء ما يكفي لصد عدوه؟.
ومثلا: مدير المدرسة، إن أظهر الضعف في إدارته، سحب الآباء أبناءهم عن المدرسة مما يورث الفشل، وإن أظهر القوة كان مثارا للتوقع المتزايد، حتى أنه كيفما ربى التلاميذ، كان دون مقدار توقع الناس.
فالإنسان يجب عليه أن يحكم أموره إلى أبعد حد، ولكن ليسكت عن ذلك، ولذا ورد في المثل ، إذا قدرت أن تكون أحكم الناس، فكن ولكن لا تقل للناس ذلك ، ومن هذا الباب ( الفرح والحزن) و الغنى والفقر و العلم والجهل وما أشبه ذلك.
فإذا أظهرت نقاط قوتك أكثرت المتوقعين منك- ولا داعي لذلك- وإذا أظهرت نقاط ضعفك، أكثرت المزدرين عليك- ولماذا تزيد الازدراء على نفسك؟- إنك إن أظهرت الفرح أثرت أعدائك، وحسدك أصدقاؤك، وإن أظهرت الحزن أحزنت أصدقاءك، وفرحت أعدائك. وهكذا بالنسبة إلى سائر نقاط الضعف والقوة.
وما أشد ضبط النفس بين هاتين النقطتين.
 فإن الناس- غالبا تبطرهم القوة، فيظهرونها، أو يضعفهم الإنحطاط والضعف، فيبدونه وهذا بالنسبة إلى الإنسان العادي مضر، فكيف بالمدير؟.  
التعامل مع قرار الفصل      
ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة ( أن يكون الفصل بسلام) ورد في الحديث ( أن أعجز الناس من عجز عن كسب الأصدقاء، وأعجز منه من إذا كسب الصديق لم يتمكن من حفظه) وهذا صحيح، مائة في المائة، فعلى الإنسان أن يكسب الأصدقاء بكل ما أوتي من حول وطول، وأن يحافظ بكل قوة على أصدقائه، فإن الأصدقاء بمنزلة أجنحة الإنسان، يطير بهم إلى شأن عال، وفي المثل ( إن ألف صديق قليل، وإن عدوا واحدا كثيرا).
لكن طبيعة الإدارة والعمل، توجب انفصال بعض الأصدقاء،لجرم اقترفوه مما يجعل الصالح فصلهم بيد المدير، أو لانفصالهم بأنفسهم لما يظنون من نقص وخلل في المدير أو في العمل ذاته وهذا شيء لا يمكن الوقوف والحيلولة دون وقوعه.
وإنما اللازم بعد محاولات عدم الانفصال ، في كلتا الصورتين، إتباع أمرين:
لأول: كون الفصل والانفصال، بعد إلقاء الحجج والمعاذير،حتى يكون المنفصل، بذاته، وفي قرارة نفسه يعرف أنه السبب، لا المدير- ولو أن الاعتراف بالخطأ من الناس قليل جدا.
الثاني: الانفصال بسلام، فإن غالب الناس إذا انفصلوا عن شخص أو مؤسسة أو إدارة، يحدث الانفصال فيهم رد الفعل- ولو كانوا هم الطالبين للانفصال- وكثيرا ما ينضم إليهم بعض الأعداء، وهناك التهاجم والتنقيص ولذا يجب على المدير الحازم أن يمر بمثل هذه الأمور بسلام، فلا يرد الاعتداء ، وإن بلغ أوجه ، فإنه ان رد أنقسم الناس قسمين، قسم له وقسم عليه، وإن لم يرد كان الناس إلى جانبه ، فإن من فوائد الحلم أن الناس أنصار الحلم على الجاهل ، بالإضافة إلى أن السكوت عن هجوم ذلك المنفصل، يحدث في نفسه رد فعل كثيرا ما يوجب تجمده أو قلبه إلى صديق حميم.
قال الله تعالى( ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، ولا يلقاها إلا الذين صبروا، ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍).
ثم على المدير أن لا يظهر للناس عيب الإنسان المنفصل، بل يبرر موقفه، بما لا يوصمه بوصمة أمام الناس، وهذا يحتاج إلى قدر كبير من اللباقة.  
كيفية التعامل مع الأفكار غير الناضجة  
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ،عدم الإنحطاط إلى مستوى المنحطين ،فإن في المجتمع أناسا لم يبلغوا النضج، أما لقلة أعمارهم، أو لعدم اطلاعهم على الأوضاع، أو لأن لهم أغراض تحول دون النضج، وقسم من هؤلاء الأشخاص يعاشرون الناس بروح لاهبة حارة.
وغالبا ما يبتلي المدير، بأمثال هؤلاء، وهم لحرارة روحهم،ولعدم نضجهم، يناقشون المدير، بروح نية.
فمن اللازم ترفع المدير عن مثل هؤلاء ومناقشاتهم، لأنه يوجد في النزول إلى مستواهم- بالإضافة إلى ضرر الابتذال- أحد ضررين:
1- ضرر أعدائهم إن لم يستمع إلى كلامهم ولم يقبل مناقشاتهم.
2- ضرر الانحراف عن المنهاج الصحيح إلى حيث فشل الإدارة، إن جاملهم وأخذ بآرائهم، لأنها غير ناضجة نية، انبعثت من روح جاهلة أو مترجرجة.  
إصلاح الخطأ  
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة (إصلاح الخطأ) فور العلم به، فإن الإنسان مهما بلغ من قوة الإدراك، وصحة العمل لا بد أن يخطئ- فيما عدا أهل العصمة عليهم السلام ـ .
وهناك بعض الناس يرون أن الإعتراف بالخطأ واصلاحه ، انتكاس ووهن وذهاب شخصية، ولذا يصرون على الخطأ..
لكن العقلاء يعلمون أن الإصرار على الخطأ خطأ آخر، فإذا أخطأ السائق الطريق، ثم علم ذلك كان اللازم الرجوع والإعتراف بالخطأ، أما الاستمرار في السير في ذلك الطريق، فإن معناه الهلاك والعطب.
فعلى المدير الناجح أن يرجع عن عمل أو خطة سار فيها، إذا عرف الخطأ، فور علمه بخطأه وإلا كان نصيبه الفشل والانهيار الإدارة.
وقد اشتهر أن الإعتراف بالخطأ فضيلة. وليس المراد الإعتراف اللفظي، بل ربما كان الصلاح عدم الإعتراف لفظا ، وإنما المراد الإعتراف العملي بتغيير المسلك إلى حيث الصواب و الاستقامة.  
تنظيم الوقت    
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( تنظيم الأوقات) فلا يهدر من أوقاته دقيقة واحدة فإن بقدر الهدر (ولو دقيقة) تتسم الإدارة بالنقص، ويوصم المدير بالكسل، مما تضعف إدارته. فإن أوقات الشخص محدودة والأعمال التي يمكن أن ينجزها- لحسن إدارته- غير محدودة، ولذا التكافؤ غير موجود، وإن انتهز جميع الأوقات فكيف ما إذا أغفل وقتا؟.
فمن اللازم معرفة عمل كل وقت، مثلا: إذا كان الفقيه يريد تأليف الكتاب، ونصب وكلاء، وفتح مؤسسات، وما أشبه ذلك، كان اللازم أن يخصص أيام التحصيل للتأليف، وفراغات التحصيل كالساعات بعد الصلوات و ما أشبه، لنصب الوكلاء وكتابة وكالاتهم، حينما يدب في نفسه الملل فلا يتمكن في مثل هذه الأوقات من التأليف، ويخصص أيام العطلات لفتح المؤسسات حتى لا يزاحم ذلك تحصيله، وتأليفه، ولو عكس بأن ألف في العطلة، وفتح المؤسسة لا التحصيل، كان ضياعا لكلا الأمرين، فإن قرب وقت التأليف لوقت التدريس، يوجب سهولة التأليف. وهكذا  
نظام الحوافز  
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( تشويق الموظفين ومدحهم) بقدر الاستحقاق، فقد ورد في الحديث: ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كان يكني أصحابه احتراما لهم).
وذلك أن المدح بقدر الاستحقاق والتشويق، يوجبان انبساط نفس العامل، مما يؤدي بدوره إلى جودة الإنتاج، وكثرة العمل المخلص.
وهذه حقيقة يعرفها الناضجون من المديرين، أما الإعتماد على القوة والمال والنظام، فإن ذلك من ضعف الإدارة، إذ هذه الثلاثة لا توجب انشراح النفس المؤدي إلى الجودة والابتكار والتفاني.
لكن من الضروري أن يكون المدير عارفا بقدر التشويق والمدح ، حتى لا يوجب الازدياد فيها تجاوز الحق، ولا يسبب كبرياء الموظف، مما يقعده عن العمل، فإن الإفراط في الشيء كالتفريط فيه مؤدي لا محالة إلى العطب والانتكاس.  
السرعة والاتقان    
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( السرعة بإتقان) فإنه وإن كان الناس قسمين، قسم يسرع في العمل طبيعيا، وقسم يبطئ حسب تركيبه الجسدي والنفسي، لكن من الممكن اعتياد السرعة، في حدود معقولة، فإن السرعة ملكة قابلة للنمو وعادة ( الاختزال) في الكتابة والتكلم قسم من السرعة الحديثة، وما أجملها؟ وإنما يحتاج حسن الإدارة إلى السرعة، لأن الوقت القصير- مهما طال عمر الإنسان- والأعمال كثيرة فمن أنجز أكثر عملا، كان أحسن إدارة.
ولعل بعض الآيات الكريمات تشمل مثل هذا الأمر، كقوله سبحانه ( سارعوا إلى مغفرة من ربكم) وقوله سبحانه ( واستبقوا الخيرات).  
المراقبة الإدارية  
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( المراقبة الشديدة على الحاشية والحد من نشاطهم) فإن المدير هو محل ثقة الناس غالبا، ولو النضج الكافي في الإدارة.
أما الحواشي، فإنه لو أغفل شأنهم، سببوا ضعف الإدارة، وفشلها أخيرا لأمرين: ـ
1- سيطرتهم على المدير، فيحيطون به، ويكونون هم منفذ الأحكام منه وإليه، وبذلك يسببون غلق منافذ الفكر على المدير ويستبدون بالمال والجاه والإدارة، بما له أكبر الضرر على سمعة المدير وعلى حسن الإدارة.
2- إنهم يستبدون بالأمور، بلا نضج، حسب أهوائهم، وذلك مما يسبب شكوى الناس، وانفضاضهم عن الإدارة والمدير.
 ولذا من الضروري على المدير أن يحد من نشاطهم، بكل قوة.
وهذا وإن سبب انفصال بعضهم، مما قد يخشى المدير منه لكن في ذلك نزاهة السمعة، وجلب الثقة الزائدة من الناس. والتفاف قسم من المخلصين حول المدير يديرون معه الأمور بكل إخلاص و نزاهة.
وقد ذكرنا في فصل سابق أن الانفصال يلزم أن يتم في جو من الهدوء والسلام من جانب المدير، وأن ألح المنفصل في الضوضاء والمحاربة.  
السيطرة على الأمور    
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ،سد الخلل الصغار قبل أن تكبر، فان الأمر المفسد يبدو صغيرا ثم يكبر. بما لا يمكن أن يسد.
 وفي المثل: ( العدواة والنار، والمرض، صغارها كبار) وذلك لانتهاء الأمر فيها إلى عداوة لا تدع ولا تذر، وإلى حريق يحرق كل شيء و إلى الموت..
فالمدير يجب أن يكون حذرا لا يترك صغار المفاسد، بل يسدها،فور حدوثها ولو تما هل واستهان أدى في الغالب إلى ما يفسد الإدارة يقول الشاعر السعدي في بيت له تعريبه :
هل سمعت ما قاله ( زال ) مع ( رستم الكردي ) ؟ ( العدو لا يمكن أن يحقر ويظن أنه لا حول له) ( فأنا قد رأينا كثيرا، المياه القليلة المنبعثة من عيون صغيرة ) ( لما سالت وتقدمت أذهب بالبعير وحمله).
 وهذا الكلام وإن كان بالنسبة إلى ( العداوة) لكنه جبار بالنسبة ،إلى كل مفسدة تتطرق على الانسان العادي، فكيف بالمدير المسؤول من تحريك جهاز وتقديم الحياة إلى الأمام؟.  
قوة القرار الإداري    
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( الأخذ بأطراف الإدارة بقوة) فإن الإدارة مهما كانت يجب أن تكون يقظة حذرة، وإلا آل الفساد إلى أطراف الإدارة وأخيرا يصل إلى نفسها مما يسبب انهيارها ، فالملك يجب أن يعلم أحوال الرعية، وأمور البلاد بكل دقة، ثم يصلح- باستمرار- كل ما فسد ويقدم ما يستحق التقديم.

align="justify">ومرجع التقليد يلزم أن يكون بإطلاع دائم عن أحوال وكلائه، وأحوال الناس، وشؤون البلاد العمرانية والدينية وما إليها.
وقائد الجيش يلزم أن يكون حذرا متطلعا على أحوال جنده، وأحوال أعدائه، بكل دقة وإتقان، وهكذا غيرهم من سائر المديرين.  
الاستشارة    
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( الاستشارة) بصورة مستمرة،لكل صغيرة وكبيرة فإن الإنسان مهما أوتي من علم وتجربة، فإن الاستشارة تبدي له وجوها أخرى، وإن كانت الاستشارة ممن هو دونه علما وتجربة ومنزلة.
بالإضافة إلى: أن فوق كل ذي علم عليم.. وفي القرآن الحكيم و ( شاورهم في الأمر) والمستشير لا يخلو من فائدتين: فائدة تقوية رأيه إذا لم يجد رأي آخر أحسن من رأيه وفائدة ظهور رأي أقوى من رأيه، إن وجد رأيا أحسن من رأيه وكذلك لا يخلو المستشير إحدى فائدتين إن أخطأ لم يتحمل خطأه وحده وخفف من حدة نقد الناس له، وان أحسن لم يجد مناوئا فإن الآتي بالعمل مهما كان على صواب وجد مناوئا لرأيه- ولو لمجرد الأنانية من المناوئين،فإن استشارة القلب المناوئ معاضدا. لكن يلزم أن تكون الاستشارة ممن لا يناوئ المستشير، إن لم يأخذ برأيه لعدم صحته، وإلا كان ضرر الاستشارة بقدر نفعها أو أكثر.
كما يندب أن تكون الاستشارة من شاب وشيخ، فإن الأول أحد ذهنا والثاني أعرف بالأمور وأنضج في التجارب، فإذا التقا النضج والحدة، كانت النتيجة في قمة الحسن.  
الحزم    
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( الحزم ) بكل أبعاده، والحزم لفظ يشتمل على معرفة الأشياء، ومراقبة الأمور، والنضر في العواقب وسرعة الإدراك والانتقال من المقدمات إلى النتائج، وانتهاز الفرص، و..و..
أرأيت كيف يعيش من يسكن في وسط أعداء يترقب هجومهم كل ساعة، إنه يعير ذهنه وسمعه ويصره وأعصابه، للالتقاط والتعرف، ويهيئ جميع ما لديه من مال وسلاح ورجال، ورقابة للتحصن والصد، إلى غير ذلك.
إن كل ذلك من لوازم الحزم... حتى إنه لو أغفل ولو موضوعا صغيرا، يناط بالقوة الدفاعية، عد غير حازم.
وعلى هذا المثال قس ( الحزم ) في كل إدارة، سواء إدارة المدرسة، أو إدارة الأمور الدينية، أو إدارة المتجر، أو إدارة البلاد.  
أهمية الدعاية
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( قوة الدعاية ) فإن المدير الذي له هدف في إدارته، لا بد له أن يلفت الأنظار إلى نقاط الجودة ومواضع الفائدة، في الإدارة والهدف.. وبذلك يتمكن من تسيير دفة الإدارة، في وسط الثقة العامة، ويتمكن من الوصول إلى الهدف على أحسن وجه.
خذ مثلا: إنك تريد ترويج ، جمعية للقرآن الكريم ، بفرض تعميم القرآن، قراءة وعملا بين المسلمين، فإنه بدون الدعاية الواسعة المستمرة لا تتمكن أن تؤدي هذه الخدمة.
وانظر إلى الإسلام كيف قرر الدعاية لأركانه، فالأذان دعاية للصلاة وأعلام باؤليات الإسلام، ثم الصيام، والحج، وما إلى ذلك، من سائر وسائل الأعلام والبث، نحو الهدف الذي جاء من أجله الإسلام.
لكن لا بد للمدير من أن يفرق بين الدعاية والتشويه، كما لا بد له من أن يجعل الدعاية بصورة معقولة، لا توجب الاستفزاز، ولا تحتوي على تنقيص الآخرين ولا تشتمل على إشارات الأنانية.  
نظام الترقية والترفيع
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( ترفيع مستوى الموظفين ليصلحوا للإدارة) فإن الحياة تحتاج إلى مديرين كثيرين في مختلف شعبها، والمدير هو الذي يتمكن من تكوين المديرين.
وتكوين المديرين، بالإضافة إلى أنه خدمة لهم وللحياة، وما أجمل مثل هذه الخدمة، أنه علامة لقوة الإدارة، وحسن نفس المدير، مما يوجب حسن السمعة، وجميل الذكر.
 و ترفيع مستوى الموظفين يحتاج إلى قوة تربوية في النفس، مع تحصيل المؤهلات الدخيلة في هذه الناحية، ولذا يحتاج المدير بالإضافة الى تربيته لهم بالذات، إلى جميع الأمور التي لها مدخليه في ترفيعهم من معلومات، وكتب، وخرائط، وأدلة، ووسائل إيضاحية، والقاء توجيهات وغيرها، مما هو موكول بلباقة المدير وذكائه ـ كل إدارة حسب شأنها ومؤهلاتها المناسبة ـ .
الترفيه
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( الترفيه عن النفس) فإن للإدارة ضغطا، شديدا وخصوصا إذا كانت الإدارة كبيرة، وبالأخص اذا كانت شائكة.
والنفس لها مقدار خاص من النشاط إذا لم يجدد بالترفيه، تناقص النشاط، مما يضر الإدارة، كما أن المصباح إذا لم يجدد فيه الزيت، تناقص نوره بما يضر شدة اتقاده وكثرة ضيائه.
ولذا كان من الضروري أن يرفه المدير عن نفسه إن أراد استمرار نشاطه، وفي الأحاديث ( لذة في غير محرم) وإن الإمام عليه السلام ( كان يخرج إلى خارج المدينة للنزهة) ـ .
أما أنحاء الترفيه، فالزوجة والأولاد، والزيارات والسفر، والسباحة، والتمشي ومطالعة القضايا المرفهة كالحروب والبطولات والفكاهات المفيدة، وما إلى ذلك.  
اللباقة في التعامل مع المواقف الحرجة
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( التهرب من المشاكل بلباقة) فان هناك مشاكل يقع فيها المدير، بحيث يكون. كل جانب منها مشكلة.
ومثل هذه المشاكل يجب التهرب منها وإلا وقعت الإدارة في المشكلة، وظهر ضعف المدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق