أخلاق
النجاح :
لكي
ننجح في عملنا بما يرضي الله، ثم بما يرضي من ائتمننا على المسؤولية، ثم بما يرضي
ضمائرنا، ينبغي أن نحرص على أن نراعي أخلاق النجاح الثمانية التالية في سلوكنا
الفردي وفي سلوكنا عند العمل مع الآخرين أو التعامل معهم. الأخلاق الأربعة الأولى
منها هي أخلاق داخلية تشكل سمات الفرد فيما بينه وبين نفسه. أما الأربعة الأخرى
فهي أخلاق خارجية، تتجلى في طريقة تعامل الفرد مع الآخرين:
أخلاق
النجاح الداخلية:
1.
التواضع: ونسترشدُ
به عند التعامل مع الآخرين (زملاء عمل أو طالبي خدمة أو غيرهم)، وذلك في البعد عن
الاستكبار بجميع مظاهره، من إصرارٍ على رأي، أو ترَفُّعٍ على نصيحة، أو انتصارٍ
لنفس، أو تقديمٍها على المصلحة العامة، أو عدم انتفاعٍ من نقدٍ مُحقٍّ وإن كان
لاذعاً؛ مما يجعلنا ننشدُ الحكمة والمعرفة أينما وجدت وممن أتت، دون تعالٍ أو
تجافٍ. كما يجعلنا ذلك مبادرين إلى الاعتراف بأخطائنا وتصحيحها، دون ترددٍ أو
إبطاء أو مواربة، منتفعين في ذلك كله من تحذير النبي صلى الله عليه وسلم حين قال:
"الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ"[1]،
ومسترشدين بقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " رحِمَ اللهُ
امرءً أهدى إليَّ عيوبي."
2.
الاقتداء: ونسترشدُ
به في تفعيل ما ندَّعِيه من تواضع وذلك بالحرص على التعلم والاستفادة من خبرات
الآخرين الأقربين منهم والأبعدين، غير ظانين أننا بلغنا الغاية في العلم والخبرة
والمعرفة مهما امتدّ بنا الزمان ومهما ترقيّنا في كل فنٍ وميدان، متواضعين لقول
الله عز وجل:"نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاءوَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ
عَلِيمٌ"[2].
3.
التوكّل:وهو
قمة العزم عند العمل، ونسترشدُ به في أخذ أفضل القرارات المتاحة لنا وفق أفضل ما
يتوفر لدينا من معرفة لتحقيق الأهداف المنوطِة بنا دون تلكوءٍ أو تراجع أو تردد،
مستلهمين قول الله تعالى: "فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"[3].
4.
الإتقان:
ونلتزم به في توخي التميِّز وإعمالِ الحذر، متحرين الإحسان في جميع أعمالنا
ومحققين في أدق التفاصيل، في غير كللٍ ولا ملل، مستحضرين قول الله تعالى: "فَسَيَرَى اللَّهُ
عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون"[4]،
ومقتدين بهدي النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ يُحِبُّ إذا عَمِلَ
أَحَدُكُمْ عَمَلاً أنْ يُتقِنَهُ"[5].
أخلاق
النجاح الخارجية:
5.
إحسان الظن:
وبه نتوسم الخير في الآخرين إزاء قراراتهم ومواقفهم، ونلتمسُ العذرَ لهم، ونبحث
نقاط الخلاف بيننا وبينهم، ثم نعالجها دون الدخول في النوايا أو الحكم على
المقاصد، والتي هي من شأن الله وحده، مسترشدين بقوله تعالى :"يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ
إِثْمٌ"[6]،
وقوله صلى الله عليه وسلم "مِنْ حُسْنِ إسلامِ المَرْءِ تَركُهُ ما لا
يَعْنِيهِ"[7]،
كل ذلك مع إحكام الضوابط والتنظيمات العامة في التعاملات والإجراءات والالتزام
بها، مما يضمن عدم الإخلال بمصلحة العمل أو التفريط فيها بأي وجه من الوجوه.
6.
الأناة:
وتعني عدم استباق الأحداث، وعدم التعجل في الحكم على الأمور، كما تعني أن نعطي
أنفسنا والآخرين الوقت الكافي لكي نستمع إلى آرائهم فنفهمها، ويستمعوا إلى آرائنا
فيفهموها، فنتطور جميعاً كفريق عملٍ واحد، يستفيد بعضنا من خبرات البعض، ويمنح
بعضنا بعضاً الفرصة الكافية من أجل بناء لغة مشتركة للتحاور والتفاعل، تسهم في
سلاسة سير العمل وتقدّمه، متعلمين من هدي النبي صلى الله عليه وسلم:"التَّأَنِّي
مِنَ اللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ .."[8].
7.
الشكر: ويتمثل
في الشعور العميق والدائم بالامتنان لما أنعم الله به علينا من خدمة الآخرين، ومن
قدرةٍ على العمل ورغبةٍ في التعلّم. كما يتمثل في شكر الآخرين على ما نتعلّمه منهم
إن كانو من زملائنا أو رؤسائنا أو شركائنا، وشكرهم على إنجازاتهم في ميدان العمل
إن كانو من مرؤسينا، سواءً كان ذلك بالكلمة الطيبة أو بالمكافأة المستحقة لهم، دون
إبطاء أو تأخير، منطلقين من قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يَشكُرُ اللهَ
من لا يَشكُرُ النَّاسَ"[9].
8.
التعاون: ويتمثل
في عدم جعل مصلحتنا الفردية محرّكنا الوحيد عند تعاملنا مع الآخرين،وعدم اشتراط أن
يكون مردود العمل الذي نقوم به عائداً إلى ذواتنا دون غيرنا، والعمل على تحقيق غايتناعن
طريق التعاون مع زملائنا باعتبارنا فريق عمل واحد متناغم تسوده المودة والأخوة.
كما نتحلّى أيضاً بالتعاون عند التعامل مع الآخرين ممن هم خارج دائرتنا، بوصفهم
شركاءَنا في
دوما
الأفكار الجيدة تضيئ في الظلمات فجعل النجاح هي ومضة من أبرز اعمالك
،
نسعى معهم سوياً إلى تحقيق مصلحة عليا ، مستحضرين قول الله
عزّ وجلّ:"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّوَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا
عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ"[10].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق