الأحد، 22 يونيو 2014

التدريب بالحياة الوظيفية بين الواقع والمأمول


الواقــــــــــــــــــع

تعج الساحة بألوان من التدريب وبأنماط من الشخصيات وبمختلف المستويات . ومن تدبر الساحة التدريبية وأحوالها يجد مايلي :

أولاً : انتشار المدرب المعتمد من غير ضوابط فهناك الدورات التي ليس لها هم إلا كسب الآلاف من الدورات والنظر إلى أن التدريب ذو موارد مالية ويغفل الهدف الأساسي وهو الموارد البشرية . فأصبح كل من حصل على دورة على يد من يسمى مدربا عالميا ولو لبضع أيام يسمى مدربا معتمدا عالميا فهل هذا يستساغ يا أهل التدريب ؟

ثانياً : العشوائية في التدريب دون وضع الخطط الإستراتيجية حتى أن هذا الأمر يلاحظ في الإدارات الهامة والتي أنشئت من أجل تأهيل الموارد البشرية لا نجد أنها تسير وفق خطة إستراتيجية . مدروسة .

ثالثاً : دخول الكبير والصغيرفي التدريب مع قلة الخبرة ، فالتدريب يحتاج إلى مهارات حتى يستطيع أن يكون مهارات ويبني اتجاهات وينقل معلومات . ولن يستطيع الإنسان مهما بلغ مستواه العلمي أن يكون هذه المهارات إلا بعد المزاولة المستمرة والطويلة .رابعاً : التدريب الرسمي عندنا كأنه تجارة رابحة للمؤسسة العامة ، فكل خطوة عليها الآلاف وخطوة أخرى مئات وهكذا حتى يصبح صاحب المركز غارقا بالديون بعد أن كان أمله أن يكون مصدر رزق مع ما يقدمه من خدمة المجتمع

المأمول :

أنني أخاطب الجهات المسئولة ومراكز التدريب بمايلي

أولاً : وضع حد لما يمسى بالمدرب العالمي بوضع الضوابط والشروط .وأقترح أن تكون الضوابط بمايلي :

1. أن لا يلتحق دورة المدرب المحترف أو المعتمد إلا من قد اكتسب عدد من الساعات التدريبية ، وأقدرها 50 ساعة اكتساب و 50 ساعة تدريب .

2. لا تقل مدة التدريب في دورة المدرب المحترف عن ثلاثة أسابع أسبوعين تدريب والثالث تطبيق .

3. ـ لا يقل المؤهل عن المؤهل الجامعي .

4. تقييم للمدرب ويكون تقييما عمليا من قيل لجنة في نهاية الدورة .

5. لا يقل عمر المتدرب عن عشرين سنة .

ثانياً : التخطيط للتدريب وليس وضع خطة فقط ، بل أن تكون هذا الخطة مدروسة وتسد الاحتياجات للجوانب الإنسانية ، وتشمل جميع الفئات وهذة الجوانب هيالاحتياجات الروحية ، النفسية ـ الجسمية ـ العقلية ِـ الجنسية ـ الاجتماعية ـ الإدارية ـ التربوية ـ المالية ـ العلمية ـ العملية .فعندما نعطي المشرفة التربوية دورة عند تنمية مهارات الإشراف ـ أليست بحاجة إلى دراسة الحاجات الأخرى ، مثل النفسية المالية ـ العقلية .وعندما نقرر للمديرة دورة تنمية المهارات الإدارية لماذا لا نخطط لهن دورات عن الاحتياجات التي تؤسس هذه المهارة وهي الاحتياجات النفسية العقلية المالية .كيف نطالب المعلمة بتنمية مهارات التفكير ونحن لم نعطيها دورة تنمي تفكيرها ، ولم نعطيها دورة تهتم بجسمها وبنفسيتها .إذا لا بد من وضع خطة متكاملة تهتم بجميع الجوانب الإنسانية .وأما العناية بالفئات ، فلم نسمع أن هناك خطة تدريبية طويلة المدى حتى نستطيع أن نؤهل تأهيلاً رأسيا ، فيجب أن يكون التخطيط للتدريب رأسي وأفقي فهناك الدورات التي تغطي الجانب الأكبر من الموظفات وهي الأفقية ، وهناك الدورات التي يجب أن تكون رأسية بحيث تسير سنوات على فئات معينة لنخرج كوادر بشرية مؤهلة

ثالثاً : أما مسألة التجارة الرابحة مع المؤسسة ، فنحن بلد نامي أليس من المفترض أن تقوم المؤسسة بدعم التدريب والتشجيع عليه . فتقدم معونة وقروضا وهذا أمر يجب أن تسعى فيه المؤسسة وتقترحه على الدولة التي لن تألوا فيما فيه خدمة المواطن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق